فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{ولما جاءهم رسول}: الضمير في جاءهم عائد على بني إسرائيل، أو على علمائهم، والرسول، محمد صلى الله عليه وسلم، أو عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، أو معناه الرسالة، فيكون مصدرًا، كما فسروا بذلك قوله:
لقد كذب الواشون ما بحت عنده ** بليلي ولا أرسلتهم برسول

أي برسالة، أقوال ثلاثة.
والظاهر الأول، لأن الكلام مع اليهود إنما سيق بالنسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
ألا ترى إلى قوله: {قل} قل، و{فإنه نزله على قلبك}، {ولقد أنزلنا إليك}، فصار ذلك كالالتفات، إذ هو خروج من خطاب إلى اسم غائب، ووصف بقوله: {من عند الله مصدّق}: تفخيمًا لشأنه، إذ الرسول على قدر المرسل.
ثم وصف أيضًا بكونه مصدّقًا لما معهم، قالوا: وتصديقه أنه خلق على الوصف الذي ذكر في التوراة، أو تصديقه على قواعد التوحيد وأصول الدين وأخبار الأمم والمواعظ والحكم، أو تصديقه: إخباره بأن الذي معهم هو كلام الله، وأنه المنزل على موسى، أو تصديقه: إظهار ما سألوا عنه من غوامض التوراة، أقوال أربعة.
وإذا فسر بعيسى، فتصديقه هو بالتوراة، وإذا فسر بالرسالة، فنسبة المجيء والتصديق إلى الرسالة على سبيل التوسع والمجاز.
وقرأ ابن أبي عبلة: مصدّقًا بالنصب على الحال، وحسن مجيئها من النكرة كونها قد وصفت بقوله: {من عند الله} {لما معهم}: هو التوراة.
وقيل: جميع ما أنزل إليهم من الكتب، كزبور داود، وصحف الأنبياء التي يؤمنون بها.
{نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب}: الكتاب الذي أوتوه هو التوراة، وهو مفعول ثانٍ لأتوا، على مذهب الجمهور، ومفعول أول على مذهب السهيلي.
وقد تقدّم القول في ذلك.
{كتاب الله}: هو مفعول بنبذ.
فقيل: كتاب الله هو التوراة.
ومعنى نبذهم له: اطراح أحكامه، أو اطراح ما فيه من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ الكفر ببعض، كفر بالجميع.
وقيل: الإنجيل، ونبذهم له: اطراحه بالكلية.
وقيل: القرآن، وهذا أظهر، إذ الكلام مع الرسول.
فصار المعنى: أنه يصدّق ما بين أيديهم من التوراة، وهم بالعكس، يكذبون ما جاء به من القرآن ويطرحونه.
وأضاف الكتاب إلى الله تعظيمًا له، كما أضاف الرسول إليه بالوصف السابق، فصار ذلك غاية في ذمهم، إذ جاءهم من عند الله بكتابه الصدّق لكتابهم، وهو شاهد بالرسول والكتاب، فنبذوه {وراء ظهورهم}، وهذا مثل يضرب لمن أعرض عن الشيء جملة.
تقول العرب: جعل هذا الأمر وراء ظهره ودبر أذنه، وقال الفرزدق:
تميم بن مرّ لا تكونن حاجتي ** بظهر ولا يعيا عليك جوابها

وقالت العرب ذلك، لأن ما جعل وراء الظهر فلا يمكن النظر إليه، ومنه: {واتخذتموه وراءكم ظهريًا} وقال في المنتخب: النبذ والطرح والإلقاء متقاربة، لكن النبذ أكثر ما يقال فيما يئس، والطرح أكثر ما يقال في المبسوط وما يجري مجراه، والإلقاء فيما يعتبر فيه ملاقاة بين شيئين.
{كأنهم لا يعلمون}: جملة حالية، وصاحب الحال فريق، والعامل في الحال نبذ، وهو تشبيه لمن يعلم بمن يجهل، لأن الجاهل بالشيء لا يحفل به ولا يعتد به، لأنه لا شعور له بما فيه من المنفعة.
ومتعلق العلم محذوف، أي كأنهم لا يعلمون أنه كتاب الله، لا يداخلهم فيه شك لثبوت ذلك عندهم وتحققه، وإنما نبذوه على سبيل المكابرة والعناد.
وقال الشعبي: هو بين أيديهم يقرأونه، ولكنهم نبذوا العمل به.
وعن سفيان أدرجوه في الديباج والحرير، وحلوه بالذهب، ولم يحلوا حلاله، ولم يحرموا حرامه. انتهى كلامه.
وقول الشعبي وسفيان يدل على أن كتاب الله هو التوراة.
وقال الماوردي: كأنهم لا يعلمون ما أمروا به من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: معناه كأنهم لا يعلمون أنه نبي صادق.
وقيل: معناه كأنهم لا يعلمون أن القرآن والتوراة والإنجيل كتب الله، وأن كل واحد منها حق، والعمل به واجب. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ} هو النبي صلى الله عليه وسلم، والتنكيرُ للتفخيم {مِنْ عِندِ الله} متعلق بجاءَ أو بمحذوفٍ وقعَ صفةً لرسول لإفادة مزيدِ تعظيمِه بتأكيد ما أفاده التنكيرُ من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية {مُصَدّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ} من التوراة من حيث أنه صلى الله عليه وسلم قرر صِحتها وحقق حَقّيةَ نبوة موسى عليه الصلاة والسلام بما أُنزل عليه أو من حيث أنه عليه السلام جاء على وَفق ما نُعت فيها {نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب} أي التوراةَ، وهم اليهودُ الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن كانوا يستفتحون به قبل ذلك لا الذين كانوا في عهد سليمانَ عليه السلام كما قيل لأن النبذَ عند مجيءِ النبي صلى الله عليه وسلم لا يُتصوَّرُ منهم، وأفرد هذا النبذُ بالذكر مع اندراجِه تحت قوله عز وجل: {أَوْ كُلَّمَا عاهدوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم} لأنه معظمُ جناياتِهم ولأنه تمهيدٌ لذكر اتّباعهم لما تتلو الشياطينُ وإيثارِهم له عليه، والمرادُ بإيتائها إما إيتاءُ علمِها بالدراسة والحفظ والوقوفِ على ما فيها، فالموصولُ عبارة عن علمائهم وإما مجردُ إنزالِها عليهم فهو عبارةٌ عن الكل، وعلى التقديرين فوضعُه موضِع الضمير للإيذان بكمال التنافي بين ما أُثبت لهم في حيز الصلةِ وبين ما صدر عنهم من النبذ {كتاب الله} أي الذي أوُتوه قال السدي: لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة فاتفقت التوراةُ والفرقانُ فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصَفَ وسحرِ هاروتَ، وماروتَ فلم يوافق القرآنَ فهذا قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مّنْ عِندِ الله} الخ، وإنما عَبَّر عنها بكتاب الله تشريفًا لها وتعظيمًا لحقِها عليهم وتهويلًا لما اجترأوا عليه من الكفر بها وقيل: {كتابَ الله} القرآنُ نبذوه بعد ما لزِمهم تلقِّيه بالقَبول لاسيما بعد ما كانوا يستفتحون به من قبلُ فإن ذلك قَبولٌ له وتمسُّكٌ به، فيكون الكفرُ به عند مجيئه نبذًا له كأنه قيل: كتابَ الله الذي جاء به فإن مجيءَ الرسول مُعربٌ عن مجيء الكتاب {وَرَاء ظُهُورِهِمْ} مَثَلٌ لتركهم وإعراضِهم عنه بالكلية مثل بما يرمى به وارءَ الظهر استغناءً عنه وقلّةَ التفاتٍ إليه {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} جملةٌ حاليةٌ أي نبذوه وراء ظهورِهم مُشبَّهين بمن لا يعلمه، فإن أريد بهم أحبارُهم فالمعنى كأنهم لا يعلمونه على وجه الإيقان ولا يعرفون ما فيه من دلائلِ نبوتِه عليه الصلاة والسلام ففيه إيذانٌ بأن علمَهم به رصينٌ لكنهم يتجاهلون أو كأنهم لا يعلمون أنه كتابُ الله أو لا يعلمونه أصلًا كما إذا أريد بهم الكل.
وفي هذين الوجهين زيادةُ مبالغةٍ في إعراضهم عما في التوراة من دلائل النبوة. هذا وإن أريد بما نبذوه من كتاب الله القرآنَ فالمرادُ بالعلم المنفيِّ في قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} هو العلمُ بأنه كتابُ الله ففيه ما في الوجه الأول من الإشعار بأنهم مُتيقِّنون في ذلك، وإنما يكفُرون به مكابرةً وعِنادًا.
قيل إن جيل اليهود أربعُ فرقٍ: ففِرقةٌ آمنوا بالتوراة وقاموا بحقوقها كمؤمني أهلِ الكتاب وهم الأقلون المشارُ إليهم بقوله عز وجل: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} وفِرقةٌ جاهروا بنبذ العهودِ وتعدّي الحدود تمرُّدًا وفسُوقًا وهم المعنيُّون بقوله تعالى: {نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم} وفِرقةٌ لم يجاهروا بنبذها لجهلهم بها وهم الأكثرون، وفِرقةٌ تمسكوا بها ظاهرًا ونبذوها خُفْيةً وهم المتجاهلون. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ} ظرف لنبذ والجملة عطف على سابقتها داخلة تحت الإنكار، والضمير لبني إسرائيل لا لعلمائهم فقط، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والتكثير للتفخيم، وقيل: عيسى عليه السلام، وجعله مصدرًا بمعنى الرسالة كما في قوله:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ** بليلى ولا أرسلتهم برسول

خلاف الظاهر {مِنْ عِندِ الله} متعلق بجاء أو بمحذوف وقع صفة للرسول لإفادة مزيد تعظيمه إذ قدر الرسول على قدر المرسل {مُصَدّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ} أي من التوراة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم جاء على الوصف الذي ذكر فيها، أو أخبر بأنها كلام الله تعالى المنزل على نبيه موسى عليه السلام، أو صدق ما فيها من قواعد التوحيد وأصول الدين، وإخبار الأمم والمواعظ والحكم، أو أظهر ما سألوه عنه من غوامضها، وحمل بعضهم ما على العموم لتشمل جميع الكتب الإلهية التي نزلت قبل، وقرأ ابن أبي عبلة: {مُصَدّقًا} بالنصب على الحال من النكرة الموصوفة.
{نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب} أي التوراة وهم اليهود الذين كانوا في عهده صلى الله عليه وسلم لا الذين كانوا في عهد سليمان عليه السلام كما توهمه بعضهم من اللحاق لأن النبذ عند مجئ النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصور منهم، وإفراد هذا النبذ بالذكر مع اندراجه في قوله تعالى: {أَوْ كُلَّمَا عاهدوا} [البقرة: 00 1] الخ، لأنه معظم جناياتهم، ولأنه تمهيد لما يأتي بعد.
والمراد بالإيتاء إما إيتاء علمها فالموصول عبارة عن علمائهم، وإما مجرد إنزالها عليهم فهو عبارة عن الكل، ولم يقل: فريق منهم إيذانًا بكمال التنافي بين ما ثبت لهم في حيز الصلة وبين ما صدر عنه من النبذ.
{كتاب الله} مفعول {نَبَذَ} والمراد به التوراة لما روي عن السدي أنه قال: لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة فاتفقت التوراة والفرقان فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فلم توافق القرآن، فهذا قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ} الخ، ويؤيده أن النبذ يقتضي سابقة الأخذ في الجملة وهو متحقق بالنسبة إليها وأن المعرفة إذا أعيدت معرفة كان الثاني عين الأول، وأن مذمتهم في أنهم نبذوا الكتاب الذي أوتوه واعترفوا بحقيته أشد فإنه يفيد أنه كان مجرد مكابرة وعناد، ومعنى نبذهم لها اطراح أحكامها، أو ما فيها من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: القرآن، وأيده أبو حيان بأن الكلام مع الرسول فيصير المعنى أنه يصدق ما بأيديهم من التوراة، وهم بالعكس يكذبون ما جاء به من القرآن ويتركونه ولا يؤمنون به بعدما لزمهم تلقيه بالقبول، وقيل: الإنجيل وليس بشيء وأضاف الكتاب إلى الاسم الكريم تعظيمًا له وتهويلًا لما اجترءوا عليه من الكفر به.
{وَرَاء ظُهُورِهِمْ} جمع ظهر وهو معروف، ويجمع أيضًا على ظهران وقد شبه تركهم كتاب الله تعالى وإعراضهم عنه بحالة شيء يرمى به وراء الظهر، والجامع عدم الالتفات وقلة المبالاة، ثم استعمل هاهنا ما كان مستعملًا هناك وهو النبذ وراء الظهر والعرب كثيرًا ما تستعمل ذلك في هذا المعنى، ومنه قوله:
تميم بن مر لا تكونن حاجتي ** بظهر ولا يعيى عليك جوابها

ويقولون أيضًا: جعل هذا الأمر دُبُرَ أذنه ويريدون ما تقدم.
{كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} جملة حالية، أي نبذوه مشبهين بمن لا يعلم أنه كتاب الله تعالى أولا يعلمه أصلًا أو لا يعلمونه على وجه الإتقان، ولا يعرفون ما فيه من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وهذا على تقدير أن يراد الأحبار، وفيه إيذان بأن علمهم به رصين لكنهم يتجاهلون؛ وفي الوجهين الأولين زيادة مبالغة في إعراضهم عما في التوراة من دلائل النبوة، ومن فسر كتاب الله تعالى بالقرآن جعل متعلق العلم أنه كتاب الله أي كأنهم لا يعلمون أن القرآن كتاب الله تعالى مع ثبوت ذلك عندهم وتحققه لديهم، وفيه إشارة إلى أنهم نبذوه لا عن شبهة ولكن بغيًا وحسدًا، وجعل المتعلق أنه نبي صادق بعيد، وقد دل الآيتان قوله تعالى: {أَوْ كُلَّمَا عاهدوا} [البقرة: 00 1] الخ، وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمُ} الخ بناءً على احتمال أن يكون الأكثر غير النابذين، على أن جُلّ اليهود أربع فرق، ففرقة آمنوا بالتوراة وقاموا بحقوقها كمؤمني أهل الكتاب، وهم الأقلون المشار إليهم ب {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 00 1] وفرقة جاهروا بنبذ العهود وتعدي الحدود، وهم المعنيون بقوله تعالى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} وفرقة لم يجاهروا، ولكن نبذوا لجهلهم وهم الأكثرون وفرقة تمسكوا بها ظاهرًا ونبذوها سرًا؛ وهم المتجاهلون. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقوله: {ولما جاءهم رسول} إلخ معطوف على قوله: {أو كلما} عطف القصة على القصة لغرابة هاته الشئون.
والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم لقوله: {مصدق لما معهم}.
والنبذ طرح الشيء من اليد فهو يقتضي سبق الأخذ.
وكتاب الله ظاهر في أنه المراد به القرآن لأنه الأتم في نسبته إلى الله.
فالنبذ على هذا مراد به تركه بعد سماعه فنزل السماع منزلة الأخذ ونزل الكفر به بعد سماعه منزلة النبذ.
وقيل: المراد بكتاب الله التوراة وأشار في (الكشاف) إلى ترجيحه بالتقديم لأن النبذ يقتضي سابقة أخذ المنبوذ وهم لم يتمسكوا بالقرآن، والأصل في إطلاق اللفظ المفرد أنه حقيقة لفظًا ومعنى وقيل المعرفة إذا أعيدت معرفة كانت عين الأولى وفيه نظر لأن ذلك في إعادة الاسم المعرف باللام، أو تجعل النبذ تمثيلًا لحال قلة اكتراث المعرض بالشيء فليس مرادًا به معناه.
وقوله: {وراء ظهورهم} تمثيل للإعراض لأن من أعرض عن شيء تجاوزه فخلفه وراء ظهره وإضافة الوراء إلى الظهر لتأكيد بُعد المتروك بحيث لا يلقاه بعد ذلك فجعل للظهر وراء وإن كان هو هنا بمعنى الوراء.
فالإضافة كالبيانية وبهذا يجاب عما نقله ابن عرفة عن الفقيه أبي العباس أحمد بن عبلون أنه كان يقول: مقتضى هذا أنهم طرحوا كتاب الله أمامهم لأن الذي وراء الظهر هو الوجه وكما أن الظهر خلف للوجه كذلك الوجه وراء للظهر قال ابن عرفة: وأجيب بأن المراد أي بذكر الظهر تأكيد لمعنى وراء كقولهم من وراءِ وراء.
وقوله: {كأنهم لا يعلمون} تسجيل عليهم بأنهم عالمون بأن القرآن كتاب الله أو كأنهم لا يعلمون التوراة وما فيها من البشارة ببعثة الرسول من ولد إسماعيل. اهـ.